أكبر عملية احتيال في الخليج: قصة الملياردير

أكبر عملية احتيال في الخليج: قصة الملياردير
(اخر تعديل 2024-03-28 20:49:44 )

معن الصانع، كان رجل بسيط وغير معروف، وشاءت الأقدار أن تحبه فتاة من عائلة ثرية جدًا فتزوجها وتسبب بإفلاس عائلتها بالكامل بعدما بنى لنفسه امبراطورية لا تصدق، كان معن الصانع ضابطًا بسيطًا في الجيش الكويتي إلا أن جميع المصادر تقول إنه هرب من الكويت بطائرة عسكرية إلى السعودية في ظروف غير معلومة، حيث استقر في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

بداية اللعبة

وبدأ معن الصانع لعبة المال والثروة حين تزوج قبل 38 عامًا سناء القصيبي ابنة عائلة القصيبي السعودية المشهورة بثرائها حيث تأسست “مجموعة القصيبي” في عام 1940 وبدأت رحلتها من صيد اللؤلؤ والزراعة، وصولًا إلى التمويل و”البيبسي”، والإطارات، وغيرها من النشاطات التجارية المربحة لهاذ العايلة المعروفة.

وبالنسبة لثروتها الأسطورية ونشاطاتها التجارية المستقرة، كان الارتباط بعائلة القصيبي نقطة انطلاق لمعن الصانع لبدء مخططه الاحتيالي المدمر، فقد حصل على الفور على منصب مدير تشغيل قسم صغير من شركة القصيبي، للصيرفة والتي كانت مسؤولة عن التحويلات المالية للعاملين الأجانب في السعودية.

حول الصانع منصبه الجديد إلى واجهة مكنته من جمع ثروة هائلة .. وتم تلقيبه من الصحافة العالمية حينها، بسيد القروض في العالم لانه استغل اسم الشركة واسم عائلة زوجته واخذ قروض ضخمة

قروض بنكيه


حصل الصانع على قروض من 118 بنكًا حول العالم تخطت قيمتها الإجمالية 20 مليار دولار أميركي بضمان اسم عائلة زوجته القصيبي، توسع الصانع في الصيرفة ، لينجح في تأسيس إمبراطوريته الاستثمارية الخاصة والمتنوعة من العقارات الفاخرة في لندن وأعمال الطاقة في سيدني وتجارة الماس إلى تملك طائرات من طراز إيرباص.

لكن ذلك تم بالتدريج وعلى مدى سنوات عديدة حيث حصل الصانع على الجنسية السعودية وظهر اسمه في الموقع 62 على قائمة فوربس لأثرياء العالم لعام 2009 بثروة قدرت قيمتها بـ7 مليارات دولار، في العام 2002، أسس الصانع بنكًا باسم “عائلة القصيبي” في الطابق الثاني عشر من برج شيراتون في البحرين، أطلق عليه “المؤسسة المصرفية العالمية”.

لكن المفاجأة المذهلة أعلنتها “عائلة القصيبي” عندما كشف محاموها بأنها كانت ضحية لأكبر عملية احتيال في التاريخ حيث اتهمت الصانع بأنه “استغل الاسم والسمعة المالية اللذين تتمتع بهما عائلة القصيبي لجمع الأموال من دون علمهم عبر استخدام وثائق مزورة أو مزيفة، ومن ثم سحب الأموال من المجموعة بوسائل متعددة، بما في ذلك دفوعات إلى أشخاص، أو حسابات أو شركات تحت سيطرته … وتقدر القصيبي مجموع ما “اختلسه” الصانع بما يقارب 9.2 مليار دولار.

تحقيق سري

أما الصدمة المدوية فقد كشفها تحقيق سري … التحقيق كشف أن بنك معن الصانع معن الصانع ولي مسميه “المؤسسة المصرفية العالمية” هو بنك وهمي بالكامل لم يحضر رئيس مجلس إدارته ولا الأعضاء التنفيذيون، أي اجتماع لمجلس الإدارة على الإطلاق على الرغم من أن محاضر الاجتماعات تضمنت تواقيعهم! ومن بين المحاضر المزورة تنبه المحققون لوجود محضر اجتماع بتاريخ الـ21 من فبراير 2009 برئاسة القصيبي في حين أن هذا الأخير كان يرقد في المستشفى في زيوريخ وتوفي في اليوم التالي!

وبحسب تقرير المدققين، فقد اعترف الموظفون الذين تم استجوابهم أنه لا وجود لعميل واحد للبنك، كما أنه لم يكن لديهم أي اتصال مع الزبائن وليست لديهم أي معلومات بشأن وثائق متعلقة بضمان القروض، وفي نهاية المطاف اكتشفت عائلة القصيبي أنها تعرضت لأكبر عملية احتيال من خلال عملية تزوير واسعة النطاق لأوراق جرى من خلالها الحصول على قروض هائلة لم تدخل خزائنها مطلقًا وذهبت إلى امبراطورية الصانع.

وقضى الدائنون حينها سنوات في ملاحقة مجموعة سعد المملوكة للصانع، والتي مقرها مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية في المملكة، وذلك من أجل الدين الذي قدر البعض أنه يتراوح بين 40 مليار ريال (10.67 مليار دولار) و60 مليار ريال، وتخلفت مجموعة سعد ومجموعة أحمد حمد القصيبي وإخوانه عن سداد ديون في 2009، في أكبر انهيار مالي تشهده المملكة، لتتحمل بنوك محلية ودولية ديونا غير مسددة بنحو 22 مليار دولار.

القبض على الصانع

في أكتوبر 2017 أمر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بالقبض فورًا على الصانع بسبب عدم سداد الديون، في خطوة أظهرت جدية المملكة في تنفيذ مبدأ محاسبة الجميع، وعثرت الشرطة السعودية على الصانع مختبئًا في “أحراش وغرف للعمال” هربًا من أحكام قضائية تلزمه بدفع مبالغ مالية ضخمة تقدر بمليارات الدولارات للدائنين.